الى داره وأخذ عنه الناس وأخذ عنه في حياته ابنه أبو الحسين المذكور وحاز الإمامة في هذا الباب بعده وكان رجل وقته فهمًا وعلمًا وحفظًا وإتقانًا مع التقدم في ثمرة الأدب النثر والنظم وهو القائل:
بث الصنائع لا تحفل بموقعها … في آمل شكر المعروف أو كفرا
كالغيث ليس يبالي حيث ما انسكبت … منه الغمائم تربًا كان أو حجرا
لقيته ﵀ بقرطبة وقرأت عليه من كتب الشروح وغيرها كثيرًا. وتوفي ﵀ في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسماية، وقد أجريت من ذكرهم في كتاب المعجم في الشيوخ أشبع من هذا، وفي هذا كفاية إن شاء الله تعالى.
[أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى بن محمد]
المعروف بابن الحشاء القاضي. قرطبي. قال ابن حيان: كان بارع العلم راجحًا، عفيفًا، حاضر الشاهد والخاطر، حلو الشمائل. حجّ ولقي الناس بالمشرق وتخلق بأخلاقهم، وكان أحد نبلاء قضاة وقته، وليَ قضاء طرطوشة أيام مقاتل، ثم استعفاه لوحشة تخيلها منه، لحكم حكمه على بعض أصحابه، كره ذلك مقاتل. ثم ولي قضاء طليطلة فحمدت فيها سيرته الى أن نكبه صاحبها المأمون يحيى بن ذي النون عند قبضه على مشيختها فعزله وأخرجه منها. وكتب له في قضائه بطليطلة أبو الأصبغ بن سهل وأبو محمد ابن أبي قحافة. وعلى يده جرت قصة ابن الشرهو في ذنبه. وكانت وفاته في نحو السبعين وثلاثماية.
[أبو محمد عبد الرزاق ابن عبد الرحمن بن خلف الصفار القرطبي]
كان حافظًا للمسائل حاذقًا بالوثائق متقنًا لمعانيها مطبوعًا فيها وكتب