وكان أحد الدعاة للشبيه الدعي القائم بها، باسم هشام المخلوع. وممن شهد على عينه، وكف بصره آخر عمره. ذكر القاضي أبو الأصبغ ابن سهل في كتاب الأعلام: إن هذا القرشي التيمي، أفتى في أم الولد، تقوم في غيبة سيدها بعدم النفقة. أنها تعتق عليه، كالزوجة. وخالفه في ذلك غيره من فقهاء إشبيلية. وأفتى فيها ابن الشقاق، وابن القطان، أنهن بخلاف الزوجات، لا يعتقن. وهو الذي حكاه ابن القطان في وثائقه. قال: وهذه الرواية لا تشبه فيمن عجز عن نفقة أمهات الأولاد، أنهن يعتقن عليه، بعد انتهاء أمد شهر، ونحوه. لعلي بن زياد، واختاره ابن سهل،
﵀.
[أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي]
إشبيلي، نبيه البيت في العلم والجلالة والقضاء ببلده. تقدم نسبه، وذكر أبيه وجده. سمع أبو عبد الله من جده أبي محمد، ورحل مع أبيه أبي عمر، ولقي عدة من الشيوخ والفقهاء، وروايته ورواية أبيه واحدة. سمع منه ابن الفرات البطليوسي، ومحمد بن عبد الله الحصار، وأبو بكر ابن الوليد، وآخر من روى عنه، أحمد بن محمد الحصار بالإجازة. ولي الشورى ببلده، ثم القضاء. وكان يستفتي في كثير من مسائله، أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسي. قد ذكر القاضي ابن سهل في كتابه، من مسائل لهما، جملة صالحة. قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله، وقد ذكره. كان أبو عبد الله هذا من أهل العلم بالحديث، والرأي، والحفظ للمسائل. قائمًا بها واقفًا عليها، عاقدًا للشروط، محسنًا لهم. بيته بيت علم، هو وأبوه وجده. وكان جميعهم في الفضل والتقدم على درجتهم في السن، ومنازلهم في السبق. وتوفي في محرم سنة ثلاث وثلاثين.