للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم]

أبو عثمان الأنصاري المصري، سمع من مالك الموطأ وغير شيء، وصحبه. وغلب عليه علم الحديث، وعلم الخبر، وكان علامة بأخبار الناس، وله تاريخ. وسمع الليث بن سعد وابن لهيعة ويعقوب بن إبراهيم وابن وهب. وكان آخر مشائخ مصر في وقته. قال يحيى بن معين: هو ثقة. وقال أبو حاتم: هو صدوق، وليس بالثبت. كان يقرأ في كتب الناس. روى عنه البخاري ومسلم ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وخرج عنه البخاري ومسلم. ولما ورد المأمون مصر وحضر عنده أهلها، كان فيهم سعيد بن عفير، فقال المأمون: هذه مصر التي قال الله فيها ما قال. وأقبل يحقرها فقال له ابن عفير: يا أمير المؤمنين، هذه مصر وقد دمرها الله فما ظنك بها قبل التدمير؟ قال الله تعالى: ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه. فقال المأمون: من المتكلم؟ فقيل: سعيد بن عفير صاحب مالك. فقال يا سعيد ما تقول فيمن قال: عليّ المشي إلى مكة؟ قال: عليه المشي. فقال له

المأمون: لقد تيس مالك في هذه المسألة. فقال سعيد: أتيس من التيس، من سمع التيس. يريد أن أباه الرشيد، لما حلف بذلك أفتاه مالك بالمشي، فمشى. فوجم لها المأمون. فهم كذلك. إذ تشكى بعاملين فقال: يا سعيد ما تقول فيهما؟ فكيف تشهد عليهما؟ قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين قبل أن أراك. قال ابن عفير: سمعت في المنام قائلًا يقول أن الله لا يعبأ بصاحب رواية

<<  <  ج: ص:  >  >>