للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناظر الجلة في علم السنة. وعلا بغزارة علمه، وقدمه ابن زرب للشورى، فانتفع به، ودعي للقضاء مرتين فأبى. ولزم حاله الى أن مات. قال ابن حيان: كان غزير العلم، معتنيًا بالأخبار، حسن الأدب والفهم، كثير الحفظ، فصيحًا، عفيفًا، ورعًا مجانبًا للسلطان. أراده المظفر والمهدي بعده عن القضاء ببعض الكور فأبى. ولم يقدر فيه على شيء، واستهدف بجفوتهما فوقي شرهما. وعاتبه ابن ذكوان في ذلك، وكان الذي هدى ابن عامر الى مكانه. وقال له: يقع الناس فيك. فقال: بلى. فبرر جفاه حينًا. ومات سنة اثنتين وأربعماية. فقدم موضعه للشورى ابن دحون.

[أحمد بن سعيد بن ابراهيم الهمداني]

أبو عمر. المعروف بابن الهندي، قرطبي. أخذ عن ابراهيم وظيفته، وسمع محمد

بن أبي دليم. قال ابن حيان: كان واحد عصره في علم الشروط لا نظير له، يعترف له بذلك فقهاء الأندلس. وله فيها كتاب مفيد جامع محتو على علم كثير وفقه جم، وعليه اعتماد الحكام والمفتين، وأهل الشروط بالأندلس والمغرب. إذ سلك فيها الطريق الواضح، وقد اختصره جماعة منهم. اعتنى به منهم القنازعي، وابن ذهل، وابن عبد الواحد، مع ما أضاف إليه. ولم يكن بالمرضي في دينه، ولا بالمقبول قوله، عديم المروءة. وذكرت فيه أشياء منكرة. وهو أحد من لاعن زوجته بالأندلس بعهد القاضي ابن السليم. وكان فكهًا حسن الحديث. وتوفي في رمضان

<<  <  ج: ص:  >  >>