المالكي، وغيره. ودخل الأندلس، وتردد بالثغر، وكتب عنه هناك. حدّث عنه أبو الفرج عبدوس، وتوفي بفاس يوم الجمعة، يوم عرفة، سنة ثمان وثمانين وثلاثماية، وهو ابن سبع وسبعين سنة. قال القاضي أبو الفضل ﵁: وسمع أيضًا من ابن عبدون الغزويني، وابنه أحمد أيضًا، كان فقيهًا. وتوفي ﵀، سنة ثمان وأربعماية. وبقي سؤدد العلم في بيته، الى الآن. ﵁.
[من أهل الأندلس]
[القاضي أبو بكر ابن السليم]
هو محمد بن إسحاق بن منذر بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن السليم، ابن أبي عكرمة، واسمه جعفر - وهو الداخل الى الأندلس - ابن يزيد بن عبد الله، مولى سليمان بن عبد الملك. قيل إن عبد الله جده، رومي. وقال ابن مفرج في انتسابه: إنه لخمي من أشراف كورة شذونة. تولى سلفه لبني أمية، وإليهم تنسب المدينة المعروفة ببني السليم، من كورة شذونة. نزلوها عند فتحهم الأندلس، وهو قرطبي. سمع بها من أحمد بن خالد صغيرًا، ومحمد بن أيمن، ومحمد بن قاسم، وعبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وأبي عمر بن دحيم، وسعيد بن جابر، وغيرهم. ورحل سنة اثنتين وثلاثين. فسمع بمكة من ابن الأعرابي، وبالمدينة من المرواني، القاضي. وبمصر من الزبيري، وعبد الله بن جعفر البغدادي، وأبي جعفر النحاس، وابن بهزاذ. وابن أبي مطر، وأبي العباس السكري، ومحمد بن أيوب الرّقي، وجماعة. وانصرف الى الأندلس، فأقبل على الزهد والعبادة ودراسة العلم. قال ابن الفرضي: كان حافظًا للفقه، بصيرًا بالاختلاف،