للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عثمان بن سعيد بن حمادة]

بصري الأصل. سكن سبتة، تقدم ذكر أبيه. وكان عثمان من أعيان فقهائها، ونبهائها. صاحب نظر وكلام وجدال وحجة. وتفقه على طريقة العراقيين. سمعت أنه لم يكن يُقرن في وقته بسبتة، وأنه لم يكن بالمغرب، أقوم منه، بحجة. أُخرج عن سبتة عند دخول برغواطة، بعد الثلاثين للمناقشة التي بين أهلها، وبين قطانها من أهل بصرة المغرب. فسكن غرناطة وله بها عقب.

[سعيد بن خلف الله بن إدريس بن سليمان البصري]

المعروف بالرياحي. أبو عثمان، سبتي، من أهل العلم والفضل والدين. سمع من عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز، ومن أبي عبد الله ابن الشيخ وغيره، من أهل بلده. وأرى له رحلة وسماعات بالأندلس. وكان منقبضًا زاهدًا، متبتلًا صاحب سلامة، وعفاف وخمول، وتقشف وعزلة. وكان مقامه ليله ونهاره بمسجده، بزقاق الخير. ولم يكن له عيال أكثر دهره. فكان يلازم المسجد المذكور فيه. يكتب ويفتي، ويقرئ ويؤخذ عنه، فإذا احتاج الى ضرورة الناس، خرج الى دار قريبة له هنالك. وهناك كان يصنع غداءه، ويؤتى به الى المسجد، وكان أكثر دهره، صائمًا. وكان الفقيه أبو عبد الله بن عيسى، شيخنا يقول: كنت أراه في الجامع قائمًا يصلي، وربما كان يغلق عينيه لئلا يرى ما يشغله. وكان من جملة من يستفتى. وذكر أن أبا عبد الله بن عتّاب، قال لمن سأله بقرطبة، عن مسألة السبتيين: أليس عندكم ابن خلف الله؟ وأثنى عليه. وكتب بيده كثيرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>