للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبدًا. فكان كما قال. وأتى إليه رجل من طلبة العلم بالقيروان - وكان وعدهم السماع - من أهل القيروان، فاختفى الشيخ منهم. قال الحاكمي: فعجبت من خلفه لهم. وكان قد سألني أن لا أدلهم عليه. فما سارت أيام حتى سرق أحدهم، واعتزل الآخر. قال: ألا اجتمعت عندي، دراهم. فقلت: ارمها. فأنا نائم، رأيت أبا الحسن فقال لي: يا خلف أبت الحكمة أن تنطق على لسان من يأكل، حتى يشبع. ومن يحب الدراهم. فزرته، فجاءتني. ثم قال لي: يا خلف أبت الحكمة - نص ما قاله في النوم - فعجبت من ذلك. وسأله رجل عن كرامة الأولياء، فقال: صحاح. فكرر عليه، فقال: صحاح. حتى أن الرجل يدخل يده في القلة. فيخرج منها حوتًا. وقال آخر: كانت لي امرأة فأقعِدَت. فسألتني أن أسأل لها الكانشي في الدعاء. فطلبته فلم أجده. فطلبت أبا أحمد الطرابلسي المتعبّد. فسألته عنه. فأشار لي: أي أنه تحت جُرف يصلي، على البحر. ثم سألني. فأخبرته بخبر المرأة، فقال لي: فرج الله عنها، وأتاها بالفرج من حيث لا تدري ولا تظن. فصرت الى الكانشي. فوجدته يصلي. وذلك ضحوة فطول الصلاة الى الظهر، فجاذبته، وقلت حانت صلاة الظهر، فأوجز. فلما سلم قال لي: الأمر الذي جئت به قضي، في ذمام الطرابلسي. فقلت: وما هو. قال: خبر المرأة، ولقيتَ الطرابلسي، فدعا لها. قلت: نعم. قال قد عوفيت في ذمام الطرابلسي. فجئت زوجتي، فوجدتها قائمة تصلي، فعجبت من الأمر. فلقيته فسألته عن الأمر. فقال: نور يجعله الله في القلوب، فينطق من يشاء، بما يشاء.

[ذكر كرمه وجوده]

قال أبو بكر: كان لأبي الحسن رباع نفيسة، بكانش.

<<  <  ج: ص:  >  >>