ابن نافع. كان بمكة من فقهاء المالكية. قال الفرغاني: وكان من أهل السيرة والعلم. أخذ عنه فيما أرى، عبد الوهاب بن نصر. فقد رأيته والله أعلم في مشيخته.
[ثم من آل حماد بن زيد]
قاضي القضاة أبو الحسين: عمر بن قاضي القضاة، أبي عمر، محمد بن القاضي يوسف بن القاضي يعقوب بن اسماعيل، بن حماد بن زيد. كذا اسمه وقد وهم في اسمه أبو القاسم عبد الله بن محمد البغدادي الشافعي. فسماه أحمد. وقال: كان من أحذق من رأيناه من أحداث المالكيين. وقال ابن حارث وغيره: وكان ذكيًا فطنًا، حاذقًا بالمذهب. أخذ من كل علم بنصيب. قال الشيرازي: وناظر أبا بكر الصيرفي، فقيه الشافعية. وقال الصولي، وذكر القاضي أبا عمر، ووفاته، فقال: وولي بعده ابنه أبو الحسين نظيره، في الفضل وتاليه في العقل، السالك مسلك سلفه، والجاري على مذاهب أوله. الحامل لعلوم قلما اجتمعت في مثله، من أهل زمانه. ولا يعرف قاضٍ في سنه، ولا أعلى منه، يشتغل بالعلوم التي يشتغل بها، من حفظ الحديث، وعلم به. واستبحار في الفقه، واحتجاج له. وتقدم في النحو، واللغة. وحظ جزيل من البلاغة، نظمًا ونثرًا، وقرأ عليّ من كتب اللغة والأخبار، ما يقارب عشرة آلاف ورقة. قال: وكان بلغ في العلوم مبلغًا عظيمًا. وله إليّ أشعار ملاح، لها مني جوابات. فقد أفردت لها كتابًا عملتها في وصفه، ووصف أبيه أبي عمر القاضي. وللقاضي