للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتقاد، وسكن الحرم وجاور فيه، الى أن مات ناشرًا للعلم. وسمع منه عالم لا يحصى من أهل الأقطار من شيوخ شيوخنا. وقد أدركنا غير واحد ممن سمع منه، ولم يقدر على السماع منهم، لقصر أو بعد الدار، وآخر من حدث عنه بالإجازة، أحمد بن محمد الإشبيلي، بعد الخمسماية. وقد أجازنا وسمع منه من جلة أقرانه: أبو محمد عبد الغني الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عمران القابسي. ولم يسمع هو من عبد الغني تحريًا لمداخلته ببني عبيد أمراء مصر الشيعة. ولا سمع من القضاعي، لكونه قاضيًا لهم.

[ذكر فضله وزهده ]

كان ، مالكي المذهب، إمامًا في الحديث حافظًا له، ثقة ثبتًا متفننًا، واسع الرواية متحريًا في سماعة، كثير المعرفة بالصحيح، والسقيم، وعلم الرجال. حسن التأليف في ذلك كثيرًا. وكان مع ذلك زاهدًا متقشفًا، فاشلًا متقللًا. نزل مكة، وجاور بها أزيد من ثلاثين سنة. وكان سكن منها بسراة بني سبابة. وكان يتحرى في الفتيا، ويحيل على من يحضره من فقهاء المالكية للسماع منه. قال أبو محمد الشتنجالي: من رأى أبا ذر، رآه على هدى السلف الصالح من الصحابة، والتابعين. . قال حاتم بن محمد: كان أبو ذر مالكيًا خيرًا، فاضلًا متقللًا من الدنيا، بصيرًا بالحديث وعلله، ويميّز الرجال. ولأبي ذر كتابه الكبير في المسند الصحيح، المخرج على البخاري ومسلم. وكتاب السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدواة، وكتاب القرآن، وكتاب فضائل يوم عاشوراء، وكتاب مسانيد الموطآت، وكتاب كرامات الأولياء، وكتاب الرؤى والمنامات،

وكتاب فضائل مالك بن أنس، وكتاب المناسك،

<<  <  ج: ص:  >  >>