قد كان يعتز بالرحمان إذ قصدوا … لذلّه بهوان السجن إذ سجنا
كم محنة طرقته في الآله فلم … يجِد لذلك إذ في ربه امتحنا
بل كان حصنًا لدين الله ينصره … ويحتمي مغضبًا لله إن فتنا
إن صال في الحق لم يرهب عواذله … ولا ملامة من في قوله طعنا
حتى استنار به الإسلام في بلد … لولاه مات به الإيمان واندفنا
الفقه خلّته، والعلم حلته … والدين زينته والله شاهدنا
أب لأصغرنا كفل لأكبرنا … وفي النوازل ملجانا ومفزعنا
يا من هو العلَمُ المشهود منظره … ومن تأدب بالتقوى وأدّبنا
ومن به تكشف الظلمات إذ نزلت … ومن بدعوته الرحمان ينفعنا
[لقمان بن يوسف الغساني]
كان بالقيروان. وسكن صقلية مدة. ثم استوطن تونس. فسمع من يحيى بن عمر، وعليه اعتمد. وعيسى بن مسكين، وحماس، وعبد الجبار، وابن بسطام، وغيرهم من أصحاب سحنون. وحجّ، فسمع بمصر كثيرًا. وأخذ عن علي بن عبد العزيز، ويحيى بن أيوب الغالب، وقرأ على الأنماطي، والوداني. وكان محسنًا للقراءة. يقرأ بقراءة نافع. قال ابن حارث: كان من أهل العبادة والصيام، والقيام، والتقشّف، والتواضع، حافظًا لمذهب مالك، حسن القريحة فيه. متفننًا، فقيهًا مبرزًا