فسأل عن الشيخ، فلم يجبه أحد، فقال الشيخ: تكفرون ثم ترسلون إلينا ندعو لكم. فانصرف الصقلي.
[ذكر وفاته رحمه الله تعالى]
توفي الشيخ أبو إسحاق رحمه الله تعالى ورضي عنه، لثمان بقين من رجب سنة ست وخمسين وثلاثماية. مولده سنة سبعين ومايتين. قال القابسي: لما احتضر أبو إسحاق رأى من حضر نورًا عند وجهه. ومرّ على صدره. ثم الى رجليه. ثم خرج من البيت، فقبض الشيخ. ولما قبض بادر الشيوخ الذين حضروه: ابن أبي زيد، رحمه الله تعالى، وابن شبلون، وغيرهم، الى غسله، وكفنه، مخافة أن يوجه لهم معدّ كفنًا - على عادتهم - فجاء ابن أبي هاشم بالكفن، وهم قد فرغوا منه، فجعل من فوق. فلما خرج به الى الجبانة. قطّعوه قطعة قطعة. ولما رأى معد، اجتماع الناس لجنازته أرسل عسلوج الولهاجي، يبدّد الناس، - وكان والي القيروان - فكان الناس يلقونه، ويقولون له: النبي وصاحبيه. فيقول لهم: نعم، خوفًا منهم، ومعد تحت قلق الى أن دفن. قال ابن التبّان: لما توفي رجعت الى الدار، فلما تحينت وقت غسله، خرجت لحضوره، فإذا شيخ لقيني، فسألني عن مسيري فأخبرته، فقال لي: قد صُلّي عليه؟ وكما جئت. فغمني ذلك. فقلت: أمضي لأكمل أجري. فوصلت الى داره. فإذا به لم يغسل. فعلمت أنه إبليس، أراد أن يفوّتني ذلك. رحمة الله ورضوانه على سيدنا أبي إسحاق السبائي.
محمد بن مسرور العسّال رحمه الله تعالى
أبو عبد الله. كان شيخًا فاضلًا، من أهل العلم سمع بإفريقية، من