مرة قضاء بلده، وشوراه وألحّ في الاستعفاء حتى عوفي، من القضاء. وبلغ عدد ما رواه من الدواوين مايتين وثمانين ديوانًا. وأوصله ابن أبي عامر الى نفسه، وسلم عليه. وكانت فيه صحة. وقد عارضه فقال لابن أبي عامر: لي والد كان والدك، ﵀ وأثنى عليه خيرًا - ووصفه بطلب. قال: وكان لي صديقًا، سمعت منه على الشيوخ، ولم يكن فضوليًا، وأنت فلم تماثله. وأدخلت يدك في الدنيا، فانغمست في لجتها، وطلبت الفضول، وعلمت أخبارًا كثيرة. وأوبقت بنفسك، والله يا مغرور، عزّ عليّ انتسابك. فاحتمل ابن أبي عامر قوله، لعلمه بسلامته. ثم قال له: يا حاجب: قال النبي ﷺ، لبس على مسلم جزية. فأيش تقول أنت فيه؟ فقال ابن أبي عامر: وما عسى أن أقول في حديثه، ﷺ، هو حق لا شيء فيه. فقال: وايش أنا عندك؟ فقال: مسلم حنيفي، بحمد الله، فقال له: فلم أغرم الجزية إذًا ورسول الله ﷺ يأمرك بإسقاطها عني؟ فقال ابن أبي عامر: سمعًا وطاعة له. ولن تغرمها بعد. وصحكك له بجزية ضياعه. توفي ﵀، يوم سبع وعشرين من رمضان. وسنّه إحدى وتسعون سنة.
[محمد بن عبد الله بن أبي شيبة]
أبو القاسم، إشبيلي. سمع من عمه، علي. وكان من فقهاء بلده. وتوفي ﵀ سنة أربع وتسعين.
[محمد بن حسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي]
إشبيلي. تقدم ذكر أبيه. سكن قرطبة. وتوفي بإشبيلية. يكنى