سنة. وترك حملًا جاء بعده، وتسمى باسمه. فكان صالحًا حسن السيرة كريمًا ورعًا، لم يكن له كثير علم، وليَ قضاء بلده، نحو أربعين عامًا. توفي وترك ولدًا، وليَ أيضًا أحكام بلده، ولم تزل رئاسة بلدهم فيهم من القضاء والتقدم، الى وقتنا هذا. الى أن تغلب العدو عليها. وأبو محمد بن قاسم بن حزم أبو عبد الله، من أهل العلم، له رحلة لقي فيها بالقيروان ابن زياد، وابن اللباد، حدث عنه ابنه، وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثماية. ﵀.
[عبد الرحمن بن عيسى بن محمد]
يعرف بابن مدارج. أبو المطرف. أخذ ببلده طليطلة، عن عبد الله بن سعيد، وبقرطبة عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وعثمان بن عبد الله. وناظر عندهم في التفقه، وأكثر من الرواية. ورحل الى المشرق فلقي حمادًا، وكان مَن جمع الحديث والرأي، وحفظ وأتقن. وكان من أهل العلم والعمل به. ورعًا عالمًا بمذهب مالك. حافظًا له، راسخًا في علمه، فقيه الصدر ذكيًا يتكلم في كل علم ويغلب عليه الفقه. متحريًّا في روايته، شديدًا على أهل الأهواء، كثير التهجد والتلاوة. وكان يتفقه عنده، وسمع منه. وله أوضاع كثيرة في غير ما فن من فنون العلم وكان فيه تلطف. مات بعض أصحابه، وترك ولدًا. فأخبر عنه بسلوكه غير القوام فأمر أن يؤتى به إليه، يشاهد عنده المجلس، وحان وقت الصلاة فقدمه، فلما فرغ وخلا به، وعظه وقال له: أنظر، لا تجعل الناس يقولون أنظر من قدم عبد الرحمن يصلي به. وكان له مجلس يعظ الناس فيه، وكان يرحل إليه للرواية والتفقه. عظيم القدر، ونافذ الأمر، يذكر عنه