ويعود المرضى. قال ابن حارث: نزلت نزلة أحضر لها ابن الأغلب فقهاء القيروان، فتقدم عون فقال له ابن الأغلب: تقدم يا أبا محمد، فلك السبق والجلالة. ألم يقل مالك كذا؟ ألم يقل؟ وهو يقول: نعم. وحكى عون عن أبي محمد الضرير، قال لي جار من الجن جزاه الله عني خيرًا: إني لا أقوم من الليل أقرأ فيسايرني بالقراءة. قال سحنون: وأنا أجد ذلك آخر الليل. قال بعضهم: كان عون شديدًا على أهل البدع، قائمًا بالسنّة. قال سليمان بن سالم: كنت جالسًا عنده إذ جاءه ثلاثة رجال فأخبره أن رجلًا مات عندهم، يقول بخلق القرآن. فقال: إن وجدتم من يكفيكم مؤونته، فلا تقربوه. فسكتوا. ثم سألوه ثلاثًا. قال ذلك، يجيبهم بمثله، فقالوا: لا نجد. قال اذهبوا فواروه من اجل التوحيد
[وفاته]
ومات يوم الأحد ثاني جمادى الأولى، سنة تسع وثلاثين ومائتين، قبل وفاة سحنون بنحو عام، على ما قاله العرب. وذكر ابن الجزار وابن يونس، أن وفاته كانت سنة أربعين، قال أبو العرب: ومولده سنة سبع وأربعين ومائة. وقال الآخر سنة خمسين. وأوصى عون ابنه يحيى أن يصلي عليه، فإن سحنون يزعم أني كذاب لم أسمع من ابن وهب. فلما قدم للصلاة، تقدم سحنون ليصلي عليه، فتقدم ابنه يحيى، وقال له أوصى أن لا يصلي عليه غيري، فضرب سحنون رأسه بالسوط وصلى عليه ظهرًا. قال سليمان بن سالم: ابتدأنا القراءة على سحنون يوم مات عون بيسير. فقال