العلم حاذقًا بالفتوى، صليبًا في الحكم، شديدًا على أهل الاستطالة. متحققًا بعلم اللسان، ورعًا
عفيفًا متقللًا، جوادًا قوالًا للحق. نفاعًا لإخوانه. طالت ولايته، ولم يوجد له بعد موته كبير شيء. وتوفي في رمضان سنة أربع وعشرين. وكان موته مشهودًا ورثاه ابن الخياط الشاعر بقصيدة أولها:
لو رمت من أسف لكنت خليقًا … لم يبق لي ريب الزمان صديقا
قالوا أبا عبد الإله طوى الردى … فافزع لصبرك قلت لست أطيقا
إن كان أودى علة فأنا الذي … أودي عليه زفرة وشهيقا
حكم يذكرنا بفضل قضائه … وقضائه، الفاروق والصديقا
يرويك قائله إذا ما لم تجد … في فيك من ظمأ الحوادث ريقا
﵃ أجمعين.
[الليث بن حريش]
أبو الوليد. قرطبي. من مشيخة المفتين بها. وولي قضاء المرية فانتقل إليها، الى أن توفي بها، عقب صفر، سنة ثمان وعشرين وأربعماية، بوجع أصابه لليلته، وقد قارب ثمانين سنة. قال أبو عبد الله بن عتاب: شاهدت القاضي أبا المطرف ابن بشر، يتكلم معه في مسألة. ﵁ ورحمه.
[أبو محمد مكي ابن أبي طالب]
واسمه محمد - ويقال له حموس - ابن مختار القيسي، وأصله من القيروان، نزيل قرطبة، المقرئ. كان فقيهًا مقرئًا أديبًا متفننًا راوية، وغلب عليه علم القرآن، وكان من الراسخين فيه، أخذ بالقيروان عن أبي محمد ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وأبي عبد الله الفراء اللغوي، ورحل الى الشرق سنة