بالعلم والظهور في الحديث والفقه. سمع من أبيه ومن أبي الحسن بن مسرور الدباغ، وأبي القاسم الستوري، وهبة الله بن محمد، وأبي الحسن بن شعبان وأبي إسحاق ابراهيم بن عبد الله الملايسي، وجماعة غيرهم. وكان أبوه راوية القيروان في وقته. رواه عنه ابن سعدون الفقيه، وأبو محمد بن سعيد.
[أبو بكر بن عبد الله بن أبي زيد]
ولد الشيخ أبي محمد. كانت له ولأخيه عمر بالقيروان، مكانة جليلة، بأبيهما وتقدمهما. ووليَ قضاء القيروان، قبل الفتنة. ولم يكن فيما بلغني بالمحمود السيرة. وقد رويت عنه كتب أبيه. وكان أدركه صغيرًا. وكتب أحمد بن نصر الداودي عنهما. ولم يكن بالطائل المعرفة. وله ولأخيه خاطبهما ابن رشيق بقوله:
يا موضعي أملي على التحقيق … وسميّي الصدّيق والفاروق
ما زال رأيكما كرأي أبيكما … يجري على التسديد والتوفيق
لكن أمتُّ إليكما دون الورى … فسرقت أمن ما لكون فويق
من أي وجه تنصران مخاصمي … من بعد ما وجبت عليه حقوقي
وأنا أحق بذاك غير مدافع … في كل ناحية وكل طريق
إن كان إشفاقًا عليه فإنه … فيما تعالى لم يكن بشفيق
لا ترغبا في بر من هو مثله … فلرب برٍّ يرجعنْ بعقوق
وإذا الفتى لم يرضَ من خالقه … لم تلقه يرضى عن المخلوق