للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصم أيامًا يضربه كل يوم عشرين سوطًا في رد مال بيت المال، ثم أمر المتوكل لما ولي بعد ذلك بحلق لحية الأصم وضربه، وطوافه في مصر على حمار، وسجنه وحمله على حمار وأصحابه. واستصفى ماله ولعنه على المنبر، فنفذ ذلك كله. وكان الأصم مبتدعًا متعزليًا خبيثًا. وكانت وفاة القاضي هارون سنة ثمان وعشرين ومائتين.

[ذكر ملح وحكم من شعره]

أنشد له القاضي وكيع في طبقات القضاة، ما قاله عند انصرافه عن ابن أبي دؤاد:

أيام معروفك ما لم تكن … بالصبر أحوال وأحوال

فاصبر لها واصبر لمكروهها … فللذي يدبر إقبال

ورب أمر مرتج بابه … عليه أن يفتح أقفال

ضاق بذي الحيلة في فتحه … حيلته والمرء محتال

حتى تلقته مفاتحه … من حيث لم يخطر به البال

والرزق فاطلبه على أنه … آت له وقت وآجال

وليس يبطئ عنك في وقته … ولا له عن ذاك إعجال

فلا تقم عبدًا على مطمع … فربما أخلفك الحال

فالفقر خير فاعلمن من غنى … يكون كل فيه إذلال

والمال للمكثر شين إذا … لم يك منه فيه إفضال

والحرّ حرّ حيث أمسى ولا … يمنعه من ذاك إقلال

وأنشد الزبير بن بكار له:

هل الشوق إلا أن يحن غريب … وأن يستطيل العهد وهو قريب

<<  <  ج: ص:  >  >>