للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى الشوق يدعوني إلى من أوده … وللشوق داع مسمع ومجيب

سقى الله أكناف المدينة أنه … يحل به شخص إليَّ حبيب

وإني وإن شطت بي الدار عنهم … إليهم لمشتاق الفؤاد طروب

وقائلة ما بال جسمك شاحبًا … وأهون ما بي أن يكون شحوب

فقلت لها في الصدر مني حرارة … تقطع أنفاسي لها وتنوب

إذا ما تذكرت الحجاز وأهله … فللعين من فيض الدموع غروب

وأنشد له أبو عمر الكندي:

ولما رأيت البين منها فجاءة … وأهون للمكروه أن يتوقعا

ولم يبق إلا أن يشيِّع ظاعنا … مقيم وتذري عبرة أن تودعا

نظرت إليها نظرة فرأيتها … وقد أبرزت من جانب الخدر إصبعا

وذكر عن هارون أنه قال: أنشدتها لعبد الملك ابن الماجشون ونسبتها إلى رجل من بني قيس، فقال: احسن والله. فقلت أنا والله قلتها في طريقي إليك. فقال قد عرفت فيها اللين حين أنشدتها. وأنشد له القاضي وكيع قصيدة كثيرة الحكم والوصايا، أولها:

أمسى مشيبك في المفارق شائعا … ورددت من عهد الشباب ودائعا

وتركت وصل الغاتيات وطالما … عاصيت فيهن العواذل طائعا

ولقد لبست من الشباب غضارة … ونضارة لو كان ذلك رايعا

أزمان تصغي للصباوحديثه … سمعًا يميل إلى الغواية سامعا

فدع الغواني والشباب وذكره … كم موضع في الغي أصبح نازعا

<<  <  ج: ص:  >  >>