والله فاحش وخف ذنوبك عنده … يوم الحساب وكن لنفسك وازعا
لا تعط نفسك ما تريد ولا تكن … فيما يضرّك أن دعيت مسارعًا
لا تمس عبدًا للمطامع ولتكن … للفضل متبوعًا ولا تك تابعًا
كن للعشيرة في الأمور إذا عدت … كهفًا وعنها في الأمور مدافعًا
لا تحسدن نبيها واخضع له … خير من أن تبقى لآخر خاضعًا
سهل له فيما يريد طريقه … حتى يكون برفعة لك رافعًا
فمتى ينل خطأ يكن لك حظه … وتكون فيه مفارقًا ومجامعًا
فإذا نشأ لك ناشيء فانهض له … وامنعه من ضيم يكن لك مانعًا
حافظ عليه واتخذه عدة … سيفًا إذا لقي الكريهة قاطعًا
أكثر صديقك ما استطعت فما به … ضرّ إذا ما لم يكن لك نافعًا
داو العداوة من عدوّ بالتّقى … واحذر عدوّك دانيًا أو شاسعًا
وإذا دعاك إلى الرجوع مجاملًا … فارجع له وليلف سربك واسعًا
إلا الحسود فإن تلك عداوة … تبدي الرضا وتكون سمًّا ناقعًا
فاصبر عليه فليس فيه حيلة … وليطلعنّ طوالعًا وطالعا
وينشد أيضًا:
ماذا على الحي يوم البين لو رفعوا … أو وصلوا من حبال البين ما قطعوا
بل لم يبالوا أسيرًا في الديار ولو … بالوه لم يصنعوا في ذاك ما صنعوا
لما رأيت حمول الحي باكرة … يحثها جذل بالبين مندفع
ناديت ليلًا ولا ليلًا يودعني … منها السلام فكاد القلب ينصدع