للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هارون الفقيه، وأبو عبد الله المازري البغدادي. وأبو بكر الخطيب، ومن الأندلس جماعة منهم: القاضي ابن شماخ الغافقي. ومهدي بن يوسف صاحبه.

[ذكر ملح من أخباره ولمع من فضائله]

وجدت فيما يذكر من أخباره والله أعلم بصحته؟ أنه لما خرج من بغداد الى مصر وتبعه الفقهاء والأشراف من أهلها، قالوا له: والله يعز علينا فراقك، فقال لهم: والله لو وجدت في بلدكم كبجلتين من ذرة، ما خرجت منها. ولق ترك أبي جملة دنانير ودارًا، أنفقتها كلها على على صعاليك من كان ينهض بالطلب عندي. فنكس كل واحد منهم رأسه. ثم أمرهم بالانصراف، فانصرفوا. وأنشد:

لا تطلبن الى المجبوب أولادًا … ولا السّراب لتسقي منه ورّادا

ومن يروم من الأنذال مكرمة … كمن يوتّد في الأتبان أوتادا

وقد رأيت نحو هذه الحكاية، دون الشعر، في مثالب أهل البصرة، وأنها جرت للنضر بن شميل معهم، والله أعلم. ويقال إن سبب خروجه من بغداد قصة جرّت له الكلام مع الشافعي. فخاف على نفسه، وطلب. فخرج فارًا عنها. قال الشيرازي : وأنشد أبو محمد في خروجه من بغداد:

سلام على بغداد في كل موطن … وحُقَّ لها مني السلام المضاعف

لعمرك ما فارقتها عن ملالة … وإني بشطي جانبيها لعارف

ولكنها ضاقت عليّ برحبها … ولم تكن الأرزاق فيها تساعف

فكانت كخل كنت أهوى دنوه … وأخلاقه تنأى به وتجانف

وقرأت في بعض الأخبار، أن الشعر ليس من قوله. وأن القاضي

<<  <  ج: ص:  >  >>