للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر وفاته ]

قال ابن حيان. لم يزل ابن السليم على القضاء بقية أيام الحكم. فلما وليَ ابنه هشام، أبقاه. إلا أن كان ما بينه وبين قيّم دولته ابن أبي عامر من شنآن، يقال إن سببه كلمات بدرت من ابن السليم، في حين خلافة هشام. إذ كان صغيرًا ابن إحدى عشرة سنة. منها أن سرير الملك الحكم، لما قدم للصلاة عليه قالوا لجعفر

بن عثمان خاصته: من يصلي على أمير المؤمنين؟ فقال ومن إلا أمير المؤمنين ولي عهده؟ فتقدم هشام، فصلى. فسمع بعض أكابر الخدم القاضي يهمس، ويقول: وما تغني صلاة أمير المؤمنين عنه، ونحو هذا. ثم برز القاضي عن الصف، فصار متقدمًا للناس، خلف هشام، مؤذنًا لهم بتكبيره. فيقال: إنه نوى التقديم للصلاة عليه. وروى عنه أنه قال: لولا أني نويت عقد الصلاة بمقامي هذا لدُفن بغير صلاة، وليست بأشد عقوباته لتقديمه على الأمة صبيًا لم يدرك الحلم. فنميت هذه الكلمات الى ابن أبي عامر، فمقته. وكان صادعًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، فثقل مكانه عليه. ولم يزل ابن أبي عامر، يسعى في توهين أمره، ويتعرض بأحكامه، وينقض قضاياه، وفطن هو لذلك فخفف وطأته، ودارى سلطانه شهورًا، الى أن وقع في العلة التي توفي منها. فمات . وذلك يوم الاثنين لخمس أو ست بقين من جمادى الأولى. وفي كتاب الاحتفال: جمادى الآخرة، سنة سبع وستين وثلاثماية، وسنّه خمس وستون، مولده سنة اثنتين وثلاثماية، فلما نعي الى ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>