للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد أول من أدخل الأندلس علم السنن ومسائل الحلال والحرام، ووجوه الفقه والأحكام وهو أول من عرف بالسنة في تحويل الأردية في الاستسقاء، وصاحب الصلاة إذ ذاك المصعب بن عمران فأنكر ذلك. وقال هذا مذر مشر. قال يحيى: فخرجت بعد ذلك إلى المشرق، ولقيت مالك بن أنس، والليث بن سعد، ومن دونهما، فوجدت سنة تحويل الأردية عندهم معروفة فاشية. قال الشيرازي: كان أهل المدينة يسمون زيادًا فقيه الأندلس. وحكى ابن حارث أنه كانت له إلى مالك رحلتان: أحداهما حين اجتمع به معاوية بن صالح. وحكى أبو بكر المالكي أن زيادًا قدم المدينة فدخل على مالك وعنده ابن كنانة. فلم يعرفه ابن كنانة. فسأله ابن كنانة عن بلده، فذكره فقال له فقيه بلدكم؟ قال: أنا أو نحو هذا. فجادله ابن كنانة في مسائل فلم يأت منه ما أحب. فقال: وإن بقوم سودوك لفافة. . . . البيت. فقال له مالك: اخفظت الرجل وأسأت أدبه. فلما استقر المجلس بزياد جاراه ابن كنانة ففجر منه بحرًا. فعلم أن ما كان أولًا إنما كان هيبة المجلس.

[ذكر فضائله وخبره]

كان زياد إذا بعث معاوية بن صالح القاضي شيئًا وكان أبا زوجته إلى داره، لم يأكل شيئًا منه. وكان زياد ناسكًا ورعًا، رواه الأمير هشام على القضاء فأبى عليه

وخرج هاربًا بنفسه. فقال هشام: ليت الناس كلهم

<<  <  ج: ص:  >  >>