للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإعراب جيّدَ الكتاب. ولي قضاء بجاية والبيرة، وأحكام الشرطة بقرطبة، الى أن مات. وكانت له من الحكم أمير المؤمنين مكانة. وكان الحكم يعظّمه، وألّف كتاب الطبقات فيمن روى عن مالك، واتباعهم من أهل الأمصار. وقد نقلنا منه الكثير في كتابنا هذا. توفي فجأة بقصر الزهراء، سنة إحدى وخمسين وثلاثماية. وكان قد أفلج قبل ذلك بعام. ثم استقل شيئًا.

[أخوه محمد أبو عبد الله، ]

سمع من رجال أخيه كلهم. وكان عالمًا فقيهًا زاهدًا، ورعًا عفيفًا جلدًا. قال ابن الفرضي: وكان ضابطًا متقنًا ثقة مأمونًا. قال محمد بن يحيى الجزار: كل أصحابنا كان له صبوة ما خلاه، فإني عرفته صغيرًا زاهدًا. وقال أبو محمد الباجي: من أراد أن ينظر الى رجل من أهل الجنة - إن شاء الله - فلينظر الى محمد بن أبي دليم. وكان يأبى من الاسماع. الى أن توفي أصحابه. فجلس قبل موته بثلاثة أعوام، فسمع منه عالم كثير، وكان صرورة لا يطأ النساء. ولم يتداو قط ولا احتجم. قال محمد بن يحيى: كان من خيار الناس، وعلمائهم. قال ابن عفيف: كان من أهل العلم الواسع، والفضل البارع، معدودًا في النسّاك الصالحين. وكان هو وعبد الله بن المعيطي، أشهر الناس عدالة بقرطبة. وكان لا يرى أن يسمى طالب العلم فقيهًا حتى يكتهل، ويكمل سنه، ويقوى نظره، ويبرع في حفظ الرأي، ورواية الحديث وتبصره، ويميز طبقات رجاله، ويحكم عقد الوثائق، ويعرف عللها، ويطالع الاختلاف، ويعرف مذاهب العلماء، والتفسير،

<<  <  ج: ص:  >  >>