قرطبي، يعرف بابن الوتد ويكنى بأبي محمد. سمع من قاسم بن محمد، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن يحيى بن عبد العزيز ونظرائهم. وكان بصيرًا بالشروط نبيلًا فيها، حافظًا، يقظًا، حازمًا في أموره، حسن المعاملة مع إخوانه. وله حظ من تعبير الرؤيا، كتب لمحمد بن برطال أيام قضائه، وقلد الشورى، وتصرف في دفع كتب
المظالم الى المنصور. ودرس عليه الفقه. قال ابن الفرضي: وكان ينسب إليه تخليط كثير عرف منه، وشهر به، وتوفي في ربيع الأول المبارك سنة سبع وتسعين وثلاثماية.
[أصبغ بن الفرج بن فارس الطائي]
أبو القاسم، قرطبي، أحد أكابر علماء قرطبة، وزعماء مفتيها. قال ابن مفرج: كان فقيهًا جليلًا في الدولة العامرية، حافظًا بالمسألة بصيرًا برأي مالك وأصحابه، عارفًا بالوثائق. ورحل فحج ولقي الناس بالمشرق. وكان من أكرم الناس عناية، وأعلاهم همة. وليَ قضاء بطليوس وثغورها. فحسنت سيرته. ثم لحقته من ابن أبي عامر غضاضة، بسبب مخالفته لهواه في الفتيا بالتجميع في الجامع الذي بناه في مدينته، بطرف قرطبة الشرقي، المسماة بالزاهرة. فإنه استشار في التجميع فيه الفقهاء، فمنعه من ذلك أكثرهم، إذ لا يجمع في مصرٍ واحدٍ في جامعين. ومضى أكثرهم على ذلك، وأفتى ابن العطار في قليل منهم بجواز ذلك، لاتساع البلد وعجز كثير ممن يسكن هنالك عن الوصول الى الجامع الأول. حتى قاسوا ما بين المسجدين، على أبعد الطرق بينهما، فوجدوه نحو الفرسخ. فامتثل