للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول لهم: إنه كانت بي علة ولم أحج هذه السنة. فقال بعضهم: يا سبحان الله، ألم أوادعك نفقتي، ونحن بمنى ونحن نذهب إلى عرفات. وآخر يقول: ألم تشتر لي كذا. فأقبل يقول: لا أدري ما تقولون. أما أنا فلم أحج في هذا العام. فرأى الليل في منامنه آت، فقال: يا أبا عبد الله، أبشر فإن الله قد قيل صدقتك وبعث ملكًا على صورتك فحج عنك.

[ذكر قطع من حكمه وشعره وملحه]

قال رحمه الله تعالى:

تعاهد لسانك إن اللسان … سريع إلى المرء في قتله

وهذا اللسان يريد الفؤاد … يدل الرجال على عقله

وقال رحمه الله تعالى:

أرى لي أناسًا بأدنى الدين قد قنعوا … ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما … استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

وقال أيضًا رحمه الله تعالى:

لولا الجماعة ما كانت لنا سبل … وكان أضعفنا نهبًا لأقوانا

وقوله أيضًا رحمه الله تعالى:

تنعم قوم بالعبادة والتقى … ألذ النعيم لا اللذاذة بالخمر

فقرت بهم طول الحياة عيونهم … وكانت لهم والله زادًا إلى القبر

على برهة نالوا بها العز والتقى … ألا ولذيذ العيش بالبر والصبر

وكان فتى يصحب ابن المبارك يسمع منه كل يوم شيئًا يسيرًا، فسافر

<<  <  ج: ص:  >  >>