يا ليل أهلك أحموني زيارتكم … والدار واحدة والشمل مجتمع
فالآن مرّ عليّ العيش بعدكم … فلست بالعيش بعد اليوم انتفع
هل الزمان الذي قد مر مرتجع … أم هل يرد على ذي الصورة الجزع
قالت سليمي علاك الشيب من كبر … والشيب أهون ما لم يأتك الطمع
يا سلم إني وإن شيب يفزّعني … رحب اليدين بما حملت مضطلع
ولن أرى أطير يومًا لمفرحه … ولا أرى لمصروف الدهر يختشع
قد جربتني صروف الدهر فاعترفت … صلب القناة صبورًا كيفما يقع
نزه الخلائق لا يقتادني طمع … إن اللئيم الذي يقتاده الطمع
هذا وخائن قوم ظل يشتمني … كالكلب ينبح حينًا ثم ينقمع
تركته معرضًا لي واستهنت به … إذا لم يكن لي فيه ريّ ولا شبع
لا واضعًا غضبي في غير موضعه … ولا انتظاري إذا ما نالني الفزع
ولا ألين لقوم خاضعًا لهم … ولا أكافيهم بالشر إن جمعوا
حلمًا بحلم وجهلًا إن هم جهلوا … إني كذلك ما آتي وما أدع
[من أهل المشرق]
[قتيبة بن سعيد]
ابن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي، البلخي البغلاني. وبغلان قرية بخراسان. مولى ثقيف. كنيته أبو رجاء. عداده في أهل بلخ. وكان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute