أصحابه، زعماء قرطبة بني ذكوان عند نكبتهم، وتسييرهم عن الأندلس. وأعظم الناس ما جرى عليهم، وذهلوا لعظمهم في أنفسهم، فيقال إن موته كان بعد تسييرهم عن الأندلس بيوم والله أعلم. مولده سنة أربع وعشرين وثلاثماية وذكر ابن أخيه أبو الأصبغ قال: كان عمي من أشد الناس رضاء عن ابن المسيب وأحرصهم على اقتفاء أثره وسيرته، لا يزال يذكره ويحفظ أخباره، ويثني عليه. فلما احتضر رأيناه تبسم وسلم ويشير بإصبعه، ويقول انزل يا سيدي رضي الله عنك إلي الساعة أقوم معك - بكلام خفي - فسئل فقال: هذا سعيد بن المسيب معي جاءني، ثم قبض رحمه
الله، وترك ابنًا اسمه عبد الله وليَ قضاء قرطبة أيام بني جهور بعد ولد ابن ذكوان، وكان صارمًا في حكومته، عفيفًا مستقيمًا، خلوًا من المعرفة أجلس معه أبو عمر ابن القطان لفتواه، وتسديد أحكامه، وتوفي سنة تسع وأربعين.
[أبو محمد الأصيلي ﵀]
واسمه عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر. قال ابن مفرج: أصله من كورة شذونة. وقال ابن الحذاء: أصله من الجزيرة الخضراء. وكان جده من مسالمة أهل الذمة، ورحل به الى أصيلا دخل من بلاد العدوة فسكنها. ونشأ أبو محمد بها وطلب العلم بالآفاق. ويقال بل ولد بأصيلا فيما قاله ابن عائد. قال ابن الفرضي: أخبرني أنه دخل قرطبة سنة اثنتين وأربعين وثلاثماية. قال ابن الحذاء: وكان أبوه وراقًا للحكم. قال ابن