للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن القاسم وابن وهب فقال: لو قطعت رجل ابن القاسم لكانت أفقه من ابن وهب. وكان ما بين أشهب وابن القاسم متباعد، فلم يمنعه ذلك من قول الحق فيه.

قال أبو الطاهر: أخبرني خالي وكان من المجتهدين ومن أهل العلم، رأيت في المنام كأن قائلًا يقول لا يفتي الناس إلا ابن وهب وابن القاسم المهذّب ثم رأيت ذلك بعد حول. قال ابن وضاح: لم يخرج لمالك وعبد العزيز مثل أشهب وابن القاسم وابن وهب. كان علم أشهب الجراح، وعلم ابن القاسم البيوع، وعلن ابن وهب المناسك. وقال أبو اسحاق الشيرازي: جمع بين الفقه والورع. صحب مالكًا عشرين سنة، وتفقه به وبنظرائه. قال ابن الحارث، وذكر ابن القاسم واقتصاره على مالك قال: سمع من سفيان أن أحاديث يكتبها في الواحد، ثم سمع من مالك

شيئًا فمحا تلك وكتب ما سمع من مالك. قال الحارث: قلت لابن القاسم: أخبرني بالرؤيا التي بلغني أنك رأيتها سنة كذا. قال ولا تخبر بها أحدًا، رأيت كأنه يقول لي: إن الله يصلي عليك وعلى سعيد بن زكريا. يعني سعيد الأدم. قال بعضهم وقف أشهب على قبر ابن القاسم فقال: رحمك الله يا عبد الله قد - كنا نترك كثيرًا خوفًا من نقدك فسنهلك بعدك.

[ذكر ابتداء طلبه وسيرته في ذلك]

قال ابن وضاح: سمع ابن القاسم من الشاميين والمصريين وإنما طلب وهو كبير ولم يخرج لمالك حتى سمع من المصريين. وأنفق في سفرته إلى مالك

<<  <  ج: ص:  >  >>