تصفي الولاية أقوامًا فتكسبهم … ثوب المهابة محروسًا من العار
تجول في ملكوت العزّ أنفسهم … تبدي مدامعهم خوفًا من النار
قد أسلموا الأرض والأوطان وارتحلوا … ما إن نرى مثلهم من نازح الدار
يا طول حزني على تركي لوصلهم … يا ويح نفسي على بعد وإدبار
عسى المليك يذود النفس عن عطب … يجلو العمى بتوفيق وأنوار
وتوفي بالقيروان فيما أخبرني ثقة من شيوخنا: سنة أربعين وأربعماية. قال غيره: ذلك لليلتين بقيتا من شوال منها، بالقيروان. وسنه ثمانون سنة. وصلى عليه ابنه أبو بكر. وكان أبو بكر من أهل العلم. وحضر جنازته صاحب إفريقية. وجميع رجاله. ودفن في داره. ورثي بمراثٍ كثيرة. ونوه السلطان إثر ذلك بولده، وخلع عليه وأجلسه مقعد أبيه، وسنذكره إن شاء الله تعالى.
[أبو القاسم خلف ابن أبي القاسم الأسدي]
المعروف بالبرادعي. ويكنى أيضًا بأبي سعيد. من كبار أصحاب أبي محمد ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وحفاظ المذهب المؤلفين فيه. له كتاب التهذيب واختصار المدونة، وحذف ما زاده أبو محمد. وقد ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه. وتيمنوا بدرسه وحفظه. وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس، على
أن أبا محمد عبد الحق ألّف عليه جزءًا، فيما وهم فيه على المدونة. وأنا أقول: إن البرادعي ما أدخل ما أخذ عليه فيه، إلا كما نقله أبو محمد ابن أبي زيد، ومن تآليفه أيضًا كتاب تمهيد مسائل المدونة على صفة اختصار أبي محمد وزياداته. ولأجل ذلك قصده