للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كبراء فقهاء بلده، ومشاوريهم ورأسًا فيهم، مع ابن بدر وابن أبي الهيثم، وأبي علي حسون، وأخذ عن ابن

المكوى، وطبقته، وليَ قضاء بلده. ووقفت له على أجوبة نبيلة، وكلام في الفقه، حسن، واستدراك جيد على المفتين في أحكام ابن زياد القاضي. ويحكى عنه أخبار في نبله في أمر دنياه، ظريفة.

[أحمد بن محمد بن بدر]

من أهل مالقة أيضًا، والمشاورين الكبراء في وقته، وليَ قضاها. .

[ابن أبي الهيثم]

من أهل مالقة، وكبراء فقهائها، من هذه الطبقة. وولي القضاء، وألّف كلامًا في الفقه، حسنًا. ووقفت له على جواب في مسألة غائب، عن ملك، مدة من الزمان. فلما انصرف وجده عند أقوام ادعوا ابتياعه، ولم يثبت لهم ذلك، ولا ظهرت لهم وثيقة به. وطلب منهم صاحب الأرض الغلة. فقال: إذا ثبت الأصل للقائم، وأنه لم يفته في علم شهوده، ولم يعلم شراء من وجد بيده، إلا بقوله. فاختلف فيه أصحاب مالك، واختلف فيه أيضًا قول مالك، فقال، وقالوا: يحمل على الشراء. حتى يستبين خلافه. ويعلم أنه غاصب، ولا غلة عليه. وقالوا أيضًا: هو كالغاصب وعليه الغلة حتى يعلم الشراء. وقع القولان في أمهات كتبه. وخالفه أبو علي حسون في المسألة وقال: لا رجوع. ولا أعلم خلافًا بين مالك وأصحابه، فيمن استحق بيده شيء، لا يعلم تفويته فيه. أن لا رجوع عليه بغلة. وإنما يجب الرجوع بالغلة على الغاصب.

تمت الطبقة بحمد الله، وعونه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>