اللحّام. أبو محمد. حكى المالكي عن أبي عبد الله الخراط: أنه كان رجلًا صالحًا من طلبة العلم، والعناية بالتقييد. سمع من محمد بن أبي زاهد، وأبي جعفر القصري، وعبد الله بن محمد بن زرقون وغيرهم. قال أبو بكر المالكي: وكان يحسن الفقه والحديث، وسمع على الأئمة. وكتب بخطه كتبها. وسلك مسلك ربيع القطان. عن بعضهم أنه كان ينتقده، فدخل عليه ليلة، فوجد مصباحه قد انطفأ، فقال: وأخذت الفتيلة لأوقدها. فجئت فوجدت سراجه يزهر، فقلت: ما هذا؟ فتبسم، وقال: غيظك يا من لا يقول بالكرامات. فقلت: دخل عليك أحد. قال: لا والله، ما أوقده إلا مولاي. وكان يقول الشعر في معاني الزهد. توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. مولده رحمه الله تعالى سنة سبعين ومائتين.
[يوسف بن عبد الله القفصي التميمي]
قال بعض المؤرخين، كان من أجلّ أهل زمانه. وأفقههم مع أدب بارع، وعقل رصين وصبر، وزهد في كل ما يتنافس فيه من الدنيا، نظّارًا في الفقه، عالمًا بأخلاق العلماء، والحديث واللغة. يقول جيد الشعر. روى عن مالك القفصي وغيره. وكان أهل بلده مجمعين على فضله وعلمه. وله كتاب نص فيه أبو عبيد بن سلام على ابن قتيبة. توفي رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.