ابن أبي دليم: كان رسخ في مذهبه، وترك الفتيا به، فكان لا يفتي إلا بمذهب مالك، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، قال يحيى بن معين: كان أعلم الناس بابن وهب، وتكلم فيه، قال الحافظ الحاكم: هو شيخ جليل القدر والمحل، في الحديث والفقه معًا، ومثله لا
يترك، وقال ابن وضاح: قلت يومًا لحرملة، مثله يا أبا حفصل مثلك، وأنت تذهب مذهب أصحابك المصريين، تقرأ مثل هذه الكتب، يعني كتب الشافعي، فقال لي: يطلبها مني هؤلاء. فقلت له: أوَكلما طلب منك تخرجه، قال: أستحي والله منهم، قال الكندي: ونظر أشهب الى حرملة، فقال: هذا خير أهل المسجد. قال حرملة: عادني ابن وهب من رمد بي، فقال: يا أبا حفصل إنه لا يعاد من الرمد، ولكنك من أهلي، وشرح حرملة الموطأ، فما سأل عنه ابن وهب قال حرملة: سمعت سفيان. وسئل عن قول الناس السنّة والجماعة، ما تفسير ذلك؟ فقال: الجماعة ما أجمع عليه أصحاب محمد، من بيعة أبي بكر، وعمر، والسنّة: الصبر على الولاة، وإن جاروا، وإن ظلموا. وتوفي حرملة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قال الأمير مولده سنة ستين ومائة.
[أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله]
ابن عمر بن السرح. مولى عتبة بن أبي سفيان. وقيل مولى فيصل مولى عتبة. وكان سرح جده أندلسيًا. طباخًا، سكن أسيوط. قال أبو عمرو وجلّ روايته عن ابن وهب. وغلب عليه الحديث، وسمع من ابن عيينة، وبشر بن بكر، وسالم بن ميمون، وغير واحد. وروى عنه أبو زرعة،