قال فرات: سمعت سحنون يقول: انقفلت عليّ مسألة حتى أردت الرجوع فيها إلى المدينة، حتى اتضحت لي. حتى اتضحت لي. قال سحنون: لما حججت كنت أزامل ابن وهب، وكان أشهب يزامله يتيمه. وابن القاسم يزامله ابنه موسى. وكنت إذا نزلت سألت ابن القاسم، وكنا نمشي باالنهار، ونلقي المسائل، فإذا كان الليل قام كل أحد إلى حزبه من الصلاة. فهو يقول ابن وهب: ألا ترون هذا المغربي يلقي بالنهار، ولا يدرس بالليل. فيقول ابن القاسم هو نور يجعله الله في القلوب.
[ذكر مكانه من العلم والثناء عليه]
قال محمد بن أحمد بن تميم في كتابه قال: كان سحنون ثقة حافظًا للعلم فقيه البدن. اجتمعت فيه خلال قلّما اجتمعت في غيره. الفقه البارع والورع الصادق، والصرامة في الحق، والزهادة في الدنيا، والتخشن في الملبس، والمطعم، والسماحة. كان لا يقبل من السلاطين شيئًا. وربما وصل أصحابه بالثلاثين دينارًا أو نحوها، ومناقبة كثيرة. قال أبو بكر المالكي: وكان مع هذا رقيق القلب، غزير الدمعة، ظاهر الخشوع متواضعًا، قليل التصنع، كريم الأخلاق، حسن الأدب، سالم الصدر، شديدًا على أهل البدع، لا يخاف في الله لومة لائم. انتشرت إمامته في المشرق والمغرب. وسلم له الإمامة أهل عصره، واجتمعوا على فضله وتقديمه. ومناقبه كثيرة قد ألف فيها أبو العرب التميمي كتابًا مفردًا. وسئل أشهب