للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف]

قرطبي. سمع بها من ابن عيسى وابن السليم، وابن زرب، وابن برطال، وابن عون الله، والقلعي، وابن مظهر ناصر السبتي، وعباس بن أصبغ البصري، والزبيدي، وابن القوطية، ومحمد بن رفاعة وغيرهم. وأخذ بحظ وافر من الفقه، وبرع في الوثائق والشروط. قال ابن مفرّج: فلم يكن في عصره أعلم بها منه. وشارف كثيرًا من العلوم، وصحب الصالحين كالقرشي، والقبري، ومسلمة وغيرهم. حدث عنه الطرابلسي، والدلائي. وكان يعظ الناس في مسجده. ويقرأ عليهم كتب الرقائق. وكان كثير الخشية، سريع الدمعة، متهجدًا بالقرآن، متقنًا لأحرفه السبعة، بصيرًا بمعانيه، وإعرابه. عارفًا بالخبر والشعر، طيب المجالسة، وقورًا سمحًا قانعًا برزقه وحظه. وكان يغسل الموتى، وله كتاب حسن في ذلك، سماه كتاب الجنائز. وألّف في علم الشروط تأليفًا حسنًا، وألّف كتاب المعلمين وكتاب الاحتفال في علماء الأندلس، وصل به كتاب ابن عبد البر، وله شعر حسن، ولاه المهدي خطة الشرطة والوثائق. فلما زالت أيامه، قضاه المستعين. فخرج عند حلول الحادثة بقرطبة الى المرية. فنوه به صاحبها. وقلده قضاء لورَقه. فحسنت سيرته، الى أن توفي بها سنة عشر وأربعماية، وسنّه أربع وسبعين سنة. مولده سنة ست وأربعين وثلاثماية.

[أبو عامر محمد بن حفص بن الأشعث]

المعروف بابن قرطبي. قال ابن حيان: كان عفيفًا سمحًا متصاونًا، عدلًا متأدبًا. مشاورًا لم يكن بالمستبحر في الرأي. كان حسن العلم، مشاركًا في الأدب. توفي سنة تسع وعشرين بقرطبة. وسنه نحو الستين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>