للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك من الثواب في الحديث المأثور عن النبي عن الله تعالى، أنه قال: من نزعت كريمته، جعلت ثوابه الجنة. وأنشد له عمه أبو عمر :

أمن بعد غوصي في علوم الحقائق … وطول انبساطي في مواهب خالقي

ومن بعد إشرافي على ملكوته … أُرى طالبًا شيئًا الى غير رازقي

وقد أذنت نفسي بتقويض رحلها … وأعنف في سوْقي الى الموت سائقي

وإني قد أيقنت إن رغت هاربًا … عن الموت في الآفاق فالموت لاحقي

وتوفي سعيد هذا سنة اثنتين وأربعين وثلاثماية. فيما قاله ابن عفيف. وقال ابن الفرضي : سنة ست وخمسين.

[أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج]

قرطبي. يكنى بأبي القاسم. ومفرج هذا، مولى الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فيما قاله ابنه محمد لابن الفرضي. وقال القيسي: إنه مولى عبد الرحمن بن معاوية. قال: وكان معدودًا في فقهاء قرطبة ورواتها. صالحًا نبيهًا مسمتًا. روى عن محمد بن وضاح، وعبيد الله، وطاهر، وأبي صالح، والأعناقي، ونظرائهم. قال ابن الفرضي: لا أعلم حدّث عنه إلا ابنه، أبو عبد الله . وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاثماية، وأما لقبه، أبو عبد الله بن مفرج القاضي، فتفرّد بعلم الحديث. وكان من أعلم أهل الأندلس به، وأقواهم عليه، وأوثقهم فيه. ورحل ولقي الناس، وسمع منه، وصنّف تصانيف جليلة. وولي قضاء ريّة. وعدة شيوخه ماية شيخ. توفي سنة ثمانين وثلاثماية .

<<  <  ج: ص:  >  >>