للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيروان. فذكر له خبر أخيه، فهمّ السلطان بضربه وسجنه. فقال له: لم أرد هذا.

أريد أن تأخذ على يده وتزجره، ففعل. قال بعض أصحابه: قام عنا أبو سعيد مرة، ثم أتانا يضحك، فسألناه فقال: صيح بي لامرأة من القرابة، صرعت. فلما دخلت قال لي الجان: لمَ لم تسلّم؟ والله - أصلحك الله - إنا نفتقدك كل ليلة، ونزور العلماء. ولقد كنت عندك البارحة، جالسًا تحت الميزاب، وأنت تأكل التمر، ولقد رميتني بنواة. آتيك الليلة؟ فقلت: لا يا مشؤوم. وكان أبو سعيد قبل، ينكر مثل هذا. الى أن صرع إنسان بجانبه. فقال له الجان: على لسان المصروع أنت تنكر هذا يا أبا سعيد؟ فإني أخبرك - إن أردت - ما في بيتك، وما جرى لك مع خادمك البارحة؟ فقال له أبو سعيد: أسكت يا مشؤوم. فصار يصدّق بالأمر حينئذ. قال بعضهم: لقيت أبا سعيد يومًا. فسلمت عليه. وقلت له: أصلحك الله، كثيرًا ما أذكرك. فقال لي وأنا ما أذكرك. لأني لا أنساك.

[وفاته ]

قال: وتوفي ليلة الجمعة، لسبع خلون من صفر، سنة إحدى وسبعين وثلاثماية. وقال الرقيق، والمالكي: سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه ابن الكوفي، القاضي، وحضر الصلاة عبد الله بن زيري الصنهاجي، أمير إفريقية المعروف ببلقين. وجميع عسكره، وأهل القيروان كافة، وجميع أهل المذهبين، من الموافق والمخالف. مولده: سنة سبع وتسعين ومايتين، ورثي بمرات كثيرة منها، قول ابن خاقان النحوي، من قصيدة:

فقل للواله الحرّ أذيلي … بصوتك أنه حسن قبيح

<<  <  ج: ص:  >  >>