إلى السري مع الشافعي، فيقال أنه شهد عليه وسمع فتيان يقول: الله بيني وبين الشافعي، أولًا. أحلل الشافعي. قال الدارقطني: أتهم الشافعي في أمر فتيان، فسئل عن ذلك فقال: والله ما ذكرته قط للسلطان. ولقد سمعت منه ما لو شهدت به عليه لحل دمع. قال غيره: ولعصبيته لمالك وإفراطه فيها، نشأت العداوة بين المالكيين والشافعيين. بمصر، فثاروا بالشافعي وأرادوا نفيه فضرب الأمير أجلًا فمات فيه. قال الكندي: وتوفي سنة خمس ومائتين، وولد سنة خمسين ومائة. قال ابن حارث ولد سنة خمس وعشرين ومائة: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
[اسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم]
أبو نعيم مولى معاوية بن حديج الكندي، قاضي مصر. قال ابن وضاح: كان من أكابر أصحاب مالك، ولقى أبا يوسف وأخذ عنه. قال الكندي: كان فقيهًا. قال الشافعي: ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من اسحاق ابن الفرات. وقال إبراهيم بن علية: ما رأيت ببلدكم أحدًا يحسن العلم إلا اسحاق بن الفرات. ولي القضاء بمصر سنة أربع وثمانين ومائة فكان شديدًا رفيقًا. قال الشافعي: أشرت على بعض الولاة أن يولي اسحاق بن الفرات القضاء. وقلت له: إنه يتخيّر وهو عالم باختلاف من مضى. قال أحمد بن سعيد الهمداني. قرأ علينا اسحاق بن الفرات موطأ مالك من حفظه، فما أسقط حرفًا فيما أعلم. وصرف عنها صدر سنة خمس وثمانين، وهو أول من ولي مصر من الموالي. ذكر ذلك كله