حمل كسرة من خبز، وشيئًا من تين من ربعه. فإذا أكل الناس الطعام، أكل هو ما معه، مما حمل. قال بعضهم: كنت مع أبي العباس يومًا جالسًا على باب داره، إذ وثب وقال لأصحابه:
قوموا فادخلوا. فدخلوا وأغلق الباب، ولا يدرون ما السبب. فقال: رأيت رجلًا من أصحابنا سكران فلم أرد أن تروه. فقالوا له: من هو؟ فقال: أنا سترته منكم، ثم أخبركم به؟ فقال الأجدابي: ولقد صحبته كثيرًا فما رأيته ضاحكًا قط. قال أبو الوليد بن مخلد: أما تميم بن محمد الزاهد، فلم أرَ أعبد منه. وقال أبو القاسم الوهراني: - فيما وجدته معلقًا عنه في أخبار رحلته وشيوخه - وكان أبو العباس تميم بن محمد كوالده خيرًا فاضلًا، ورعًا زاهدًا، متقشفًا من أهل العلم والصيانة. لزمته أربعة أعوام للسماع منه، وأخوه أحمد يكنّى بأبي جعفر، ودخل الى الأندلس واستوطن قرطبة، وحدث عن أبيه، وعبد الله بن محمد الرعيني، وأبي الغصن السوسي، وكان يضعّف. تكلم فيه أخوه وقال: إنه لم يسمع كتب أبيه. وكان هو يدعي سماعها. وتوفي ﵀ سنة تسع وخمسين وثلاثماية.
[مسرة بن مسلم بن ربيعة الحضرمي]
من أهل العلم والعبادة والزهد التام، بساحل القيروان، هو وإخوته. وقد تقدم ذكرهم عند ذكر أخيهم الأكبر أبي يوسف في الطبقة قبل هذه. ويكنى مسرة هذا: بأبي بكر. قال ابن اللبيدي: كانوا أهل بيت قرآن، وعبادة. وتفقه مسرة مع حمود بن سهلون. وكان صديقًا لأبي إسحاق