للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، في مسألة جرت بيني وبينه، بما في مختصر ابن عبيد، فقال غير الكلام الأول. قال ابن طاهر: كان عبيد فقيهًا عالمًا ثقة زاهدًا ورعًا مجاب الدعوة محسنًا في تعليمه قانعًا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. حتى استثقله أهل طليطلة. فانحاز عنهم، الى قرية كان له بها جنة، يحفرها ويعتملها بيده. ويقوم منها حاله. وكان الطلبة ينهضون إليه، بها. فيأخذون عنه، وبلغه رغبة الحكم المستنصر في استجلابه، ففر عن موضعه. وكان ابن النجاء يقول: يا أهل طليطلة، كتابان جازا قنطرتكم، وتلقاهما الناس: تفسير يحيى بن مزين، ومختصر ابن عبيد. وسأله رجل أن يكتب له الى قائد طليرة في رد مال غصبه له. فكتب إليه: من علي بن عيسى، الى الظالم يحيى، رد على الرجل ماله، واتق الله، وإياك ودعوة المظلوم، فليس بينها وبين الله حجاب. فقال الرجل: لست أحمل هذا الكتاب أبدًا. فبلغ ذلك العامل، فردّ مظلمته.

[محمد بن عبد الله بن عيشون]

طليطلي، أبو عبد الله. قال ابن الفرضي: كان فقيهًا حافظًا للمسائل. سمع بطليطلة من وسيم بن سعدون، ووهب بن عيسى، وبقرطبة، من ابن خالد وابن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وغيرهم. ورحل الى المشرق، فلقي جماعة من المحدّثين، منهم أبو يزيد معمر الوداني، وروى عنه عن أبي المصعب، موطأه، ورأس بالعلم

وشهر به. وحُمل عنه. روى عنه أبو محمد بن ديمن الطليطلي. ومحمد بن ابراهيم، وعبدوس الطليطلي. وتكلم فيه أبو عمران الفاسي، ومسلمة بن قاسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>