للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعريف. قال القاضي وإن اسمه كان بالأندلس عبدوسًا، وإن رجلًا ناداه به في الجامع يعني بالقيروان ممن كان يعرفه به، فقال له أناشدك الله أن تذكرني في هذا البلد. ثم رحل إلأى المشرق فلقي جماعة من العلماء والمحدثين كزكريا بن أبي زائدة وهشام بن حسان وعبد الملك بن جريج، والأعمش والثوري ومالك بن أنس، وأبي حنيفة وغيرهم. فسمع منهم وتفقه بهم. قال ابو بكر وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن

أنس. وبصحبته أشتهر، وبه تفقه، لكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب. ثم انصرف إلى أفريقية فأقام بالقيروان يعلم الناس العلم ويحدثهم فانتفع به خلق، ثم رحل ثانية، وأتى مصر فمات بها كما سنذكره. قال ابن الجزار في كتاب طبقات القضاة كان ابن فروخ فقيهًا ورعًا، رحل في طلب العلم، وكان يكاتب مالك بن أنس في المسائل ويجاوبه مالك، إلا أن سحنون كان يقول فيه: لا ينص الأصول، كان يسأل في المسألة فيجيب فيها بالأقاويل المختلفة.

[الثناء عليه بالعلم والعقل والدين]

قال ابو بكر: كان رجلًا صالحًا فاضلًا متواضعًا قليل الهيبة للملوك لا يخاف في الله لومة لائم، مباينًا لأهل البدع حافظًا للحديث والفقه. قال أبو العرب: كان ممن رحل في طلب العلم فلقي مالكًا وسفيان الثوري وغيرهما، وكان يكاتب مالكًا فيجيبه عن مسائله، وكان ثقة في حديثه. واستعفى من القضاء. قال ابن أبي مريم: هو أرضى أهل الأرض عندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>