ابن زرب خروجه على تلك الهيئة وقيامه. وسأله الجلوس. فأبى وأنشد:
أقوم وما بي أن أقوم مذلة … عليّ وإني للكرام مبجل
على أن لي منها لغيري مجنة … ولكنها بيني وبينك تجمل
وأنشد ابن أبي وافد له في منجّم:
يقول المنجم لي لا تسر فإ … نك إن سرت لاقيت ضرا
فإن كان يعلم أني أسير … فقد جاء بالنهي لغوًا وهجرا
وإن كان يجهل سيري فكيف … يراني إذا سرت لاقيت شرا
وأنشد له في كتاب ابن مفرج:
أقابل بالرفق عنف العنيف … وأقنع من صاحبي بالطفيف
ويكرمني برّ غير الشريف … فانسخ ذاك ببرّ الشريف
[وفاته ﵁]
توفي الزبيدي، ﵀ بإشبيلية. وهو على قضائها في جمادى، سنة تسع وسبعين وثلاثماية. ووليَ بعد وفاته القضاء مكانه: ابنه أبو القاسم أحمد. وسلك مسلك أبيه في مداخلة الخليفة هشام، فاتهمه ابن أبي عامر، وسيره الى العدوة. فقتله اللصوص في بعض انتقالاته، وابنه الآخر: أبو الوليد محمد. روى عن أبيه، حدث عنه القاضي ابن وردون وغيره.
[يحيى بن شراحيل]
بلنسي. أبو زكريا. قال ابن الفرضي: كان حافظًا لمذهب مالك، عاقدًا للشروط، ولم تُشهر له رواية. وكان موصوفًا بالعلم، معدودًا في أهله. وله كتاب في توجيه حديث الموطأ. توفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثماية.