لم يختلف أن سحنون توفي في رجب، سنة أربعين ومائتين. قال أبو علي: يوم الأحد قبيل نصف النهار، لثلاث خلون منه. وقال غيره: لسبع خلون منه، ودفن في يومه وصلى عليه الأمير محمد بن الأغلب، ووجه إليه بكفن وحنوط، فاحتال ابنه محمد حتى كفّن في غيره. وتصدق بذلك، واستعفى رجال ابن الأغلب من الصلاة عليه. وقالوا: قد علمت ما بيننا وبينه، وأنه يكفرنا ونكفره، لأن أكثرهم كانوا معتزلة، وإنما خرجنا طاعة لك، فإن صلينا عليه رأى الناس أنا رضينا حاله، فأعفاهم. فتقدم فصلى في عبيد، وعامة أهل السنة، وجماعة من المسلمين، وكان سنة يوم مات ثمانون سنة.
[مولده]
سنة ستين ومائة. ويقال إحدى وستين. وقال له رجل: يا أبا سعيد، الناس يقولون إنك دعوت الله أن لا يبلغك سنة أربعين ومائتين. فقال: ما فعلت، ولكن الناس يقولونه. وما أرى أجلي إلا فيها. قال أبو بكر المالكي: لما مات سحنون، رجتّ القيروان لموته، وحزن له الناس. قال سليمان بن سالم: لقد رأيت يوم مات
سحنون، مشائخ من أهل الأندلس يبكون ويضربون خدودهم، كالنساء. يقولون يا أبا سعيد، ليتنا تزوّدنا منك نظرة، نرجع بها إلى بلدنا. قال بعضهم لأبي بكر الحضرمي: رأيت في