نومي رجلًا صعد إلى سماء الدنيا، ثم من سماء إلى سماء، حتى صار تحت العرش. فقال ينبغي أن يكون هذا سحنون. فقال الرائي: هو ذاك. وقيل: إنّ الرائي رأى الحضرمي في النوم، فسأله عنها. ففسرها له بمثل ما ذكرنا. وفي أولها: رأيت بابًا فُتح في السماء، ونودي بسحنون فأتي به، فصعد. وقال، آخر: رأيت النبي ﷺ مقبورًا، والناس يجعلون على قبره التراب، وسحنون ينبشه. فقال: قل لسحنون هم يدفنون سنة رسول الله ﷺ، وأنت تحييها. قال عيسى بن مسكين: رأينا في المنام كان سحنون يبني الكعبة، فغدوت عليه فوجدته يقرأ للناس كتاب مختصر المناسك، له.
قال عبد الله بن الخشّاب الأندلسي، وكان ثقة: رأيت في المنام النبي ﷺ، يمشي في طريق، وأبو بكر خلفه، وعمر خلف أبي بكر، ومالك خلف عمر، وسحنون خلف مالك، قال ابن وضاح: فذكرتها لسحنون فسر بذلك. وقال غيره: رأيت سحنون في النوم بيده لواء قد بلغ السماء وقد امتلأ الفضاء فراشًا، فكنت أسأل بعض الحضور، فيقال لي: هذا لواء محمد، وهذا الفراش ملائكة. وذكر ابن الحارث: إن رجلًا من أهل طرابلس، كان على بدعة، وفي رواية كان يقرأ كتب أهل العراق، فرأى في النوم كأنه في ماء قد غرق فيه إلى الذقن، ويكاد مع ذلك أن يموت عطشًا، ولا يقدر على الشرب. وفي رواية فإذا شرب صار فيه دمًا. فأتاه في تلك الحال، رجل، فسقاه حتى روى. قال فانتبهت وبقيت صورة ذلك الرجل في نفسي، فجعلت أمشي في البلدان وأتأمل في وجوه الناس، لعلي