جانبي بغداد، فخرج الى مصر، وولي قضاء دمشق، فاختلف عليه أهلها، فصرف. ثم ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، بعد الحصبي وابنه. ودخل جوهر غلام بني عبيد مصر، وهو قاضيها. فبقي على قضائها. قال الفرغاني: وكان حسن السيرة والعلم بالعربية، والآداب. قال القاضي أبو عبد الله بن الحداد: وكان محدث زمانه، وطال عمره. قال غيره: روى كتب الأدب عن ثعلب، وأبي الفرج الأصبهاني. قال ابن أبي زيد رحمه الله تعالى: كان فقيهًا بمذهب مالك، وأديبًا كاملًا. وكانت له جلالة وقدر. مسندًا في الحديث. قال
القاضي أبو عبد الله: وتوفي أبو الطاهر سنة تسع وستين وثلاثمائة ومولده سنة سبع وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى.
[أبو عبد الله التستري]
هو محمد بن أحمد القاضي. من أهل البصرة. ويعرف بالتُّستري. وهو قريب لسهل بن عبد التستري العابد، ذي الأقاصيص العجيبة. أخذ عن ابراهيم بن حماد، ومحمد بن خشنان والبرنكاني، وغيرهم من أئمة المالكيين، وسمع من أبيه، وأحمد بن علي بن الحسن، وابراهيم بن محمد الحلواني، وجرير بن محمد الغطفاني، وأبي عبد الله الزبيري، وأبي بكر بن أبي داود، وموسى بن سهل بن عبد الحميد، والحسن بن المثنى، والحسين بن إسحاق، والدميني، ومحمد بن سليمان الباغندي، وعبد الله بن جامع الحلواني، واللؤلؤي وغير واحد. وكان له اتساع في الرواية والحديث، وحظ من العربية. وكان ملازمًا للسنّة، نافرًا من البدعة. حدث عنه ابنه، وجعفر بن نصر الخلدي. قال الفرغاني: وأدرك سهلًا. وسمع منه حكايتين. قال: سمعته وهو يقول: من أصبح ولم يعتقد أنه يمسي في القبر، لعبت به الشياطين