للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر شيء من فضائله - وجوده وأخباره]

قال سحنون: كتب أشهب إلى رجل كان يقع فيه: أما بعد، فإنه لم يمنعني أن أكتب إليك أن تتزايد مما أنت فيه إلا كراهية أن أعينك على معصية الله، واعلم إني أرتع في حسناتك كما ترعى الشاة الخضر. السلام. وجلس أشهب يومًا بمكة إلى ابن القاسم فسأله رجل عن مسألة، فتكلم فيها عبد الرحمان فصعّر له أشهب وجهه، وقال ليس هو كذلك. ثم أخذ يفسرها ويحتج فيها. فقال ابن القاسم: الشيخ يقوله، عفاك الله. يعني مالكًا. فقال أشهب: لو قاله ستين مرة. فلم يرادّه بن القاسم. قال أشهب: أتيت الفضيل أستشيره في إتيان الوالي وكيف أتيته فليس أحد يأتيه أقوم بأمره ونهيه مني، وربما قيل وانتفع بذلك المسلمون، فقال لي أنت رجل تسألني عن خاصة نفسك لأنك لا تأتيهم ولا تودهم ولا تود من يودهم. ولا تود من يودّ من يودّهم. قال ابن وضاح: كان أشهب يقول: إنما الورع في المشتبهات وأما الكبائر فكل أحد يتقيها. قال أشهب أمرني أبي أن أتخذ سقاية بموضع سمّاه فبنيتها مرات ويهدمها جيران حسدوني فيها. فأدركني يومًا غمّ ذلك، فقعدت عندها باكيًا مفكرًا، فسمعت صوتًا من الصحراء يقول: ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة الآية، فحرّكت دوابي نحو الصوت فلم أر أحدًا.

فعدت إلى موضعي فسمعت الصوت فقمت فلم أر أحدًا. فعدت للقعود فعاد الصوت ثالثة، فعلمت أني المراد فحمدت الله. وقامت

<<  <  ج: ص:  >  >>