للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسان ابن البربري، وأبو القاسم المنهاري، وأراهم آخر من أخذ عنه وطال عمره. فكانت وفاته سنة ستين بالقيروان. رضي الله تعالى عنه.

[أبو محمد الفحصلي]

واسمه عبد الله. أخذ عن أبي بكر وأبي عمران. وكان من الفضلاء العبّاد. لم يكاتب السيوري، أحدًا من هذه الطبقة بالفقه غيره. وكان زاهدًا متقللًا، قوته في النهار. الى غد نصف مد بمد النبي . وهو أكبر هذه الطبقة. وكان يحلق في حياة الشيوخ .

[أبو الطيب عبد المنعم بن ابراهيم الكندي]

والمعروف بابن بنت خلدون، قيرواني، هو ابن أخت الشيخ أبي علي ابن خلدون من نبلاء هذه الطبقة ومتفننيها. وكان له علم بالأصول، وحذق بالفقه والنظر. تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران. وأخذ عن أبي سفيان المقرئ، وبه تفقه اللخمي، وأبو إسحاق بن منصور القفصي، وعبد الحق، وابن سعدون وغيرهم. وحكى عن بعض شيوخ الإفريقيين أنه كان يقول: دخلت عليه، فوجدته ينظر في اثني عشر علمًا. وكان له حظ من الحساب والهندسة في العلوم القديمة. ويحكى أنه كان دبر جلب ماء البحرين من ساحل تونس، الى القيروان، وسوقه

خليجًا من هنالك بنظر هندسي، ظهر له. فاخترم قبل نفاد رأيه فيه، وظهور ما دبره منه. وذكره بعض العلماء فقال: كان قدوة في العلم والدين، ورأيت أهل قفصة قد سألوه في مسألة يرونها، بقولهم: إن الله تعالى منّ علينا معشر المسلمين، بأن جعلك إمامًا يقتدى به، وراسخًا في العلم، نفزع إليه. وكانت له رحلة. ودخل مصر، وله على المدونة تعليق مفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>