ثم قال لي: من الحق ألا أدخرك نصيحة شيخي، الذي أخذت عنه وأفخر به، أبي القاسم التونسي السيوري، الى الآن حيّ. وإنما بيننا وبينه ميسرة كذا، وإن شغلت بالأخذ عني فإن لك منه خير كثير، وإن لقيته لم أفتك أنا إن شاء الله تعالى، بتبليغي عمر مثلي. فانهض إليه، وستدركني إن شاء الله تعالى. فشكرته وخرجت الى السيوري، وخرج مع الشيخ مشيعًا. فلما ودعته، وجئت لأركب، أخذ بركابي، وغلبني على ذلك، وقال لي: أنت تمشي في خير، فعونك عليه فيه أجر، أو نحو هذا. فلقيت السيوري، وأخذت تعليقه، وصحبته مدة، ثم لحقت أملي من عبد الحميد. وتوفي عبد الحميد، ﵀ سنة ست وثمانين وأربعماية.
[أبو إسحاق بن منصور القصي]
كان من فقهاء إفريقية، وفضلائها، من أصحاب أبي بكر ابن عبد الرحمن وطبقتهم. وصحب أبا الطيب الخلدوني، وأبا إسحاق التونسي، والسيوري، وغيرهم. أثنى لنا عليه بالعلم البارع والدين، القاضي أبو عبد الله بن داود، وذكر لنا أن شيخه أبا عبد الله الذكي، كان يثني عليه كثيرًا. ويقول: ما اجتمع لأحد من أهل إفريقية، ما اجتمع لأبي إسحاق، أو كما قال: أراه سكن طرابلس، وأصله من قفصة. وكان بها مدة.
[أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز التميمي]
يعرف بابن غرور. نزل المهدية من أصحاب أبي بكر، وأبي عمران، وكان أحد الأربعة الفقهاء، الذين خرجوا من القيروان، بعد خرابها. وهم عبد الحميد المقرئ، وأبو الحسن اللخمي، وأبو محمد هذا، وأبو الرجال