وكان يحسن العربية والنحو واللغة، وشعر العرب، واعتماده في روايته على عيسى بن مسكين. وكان أجمع على فضله المؤلف والمخالف. سمع منه أبو الحسن القابسي. وأبو القاسم بن شبْلون، وأبو الحسن اللواتي. وأبو الحسن القمودي علي القمودي. وأبو عبد الله بن نصيب، وجماعة الناس. ورحل إليه من الآفاق والله أعلم.
[ذكر فضائل رحمه الله تعالى وزهده والثناء عليه]
قال أبو عبد الله الخراط: قد تورع عن الحرث في أرض الغير بكفايته من غيرها. قال أبو بكر بن خلف: أُخبرت أنه كان لا يهدأ ولا ينام الليل أجمع، يقرأ القرآن ويبكي. ذا خوف وإشفاق. حكى الشيخ أبو الحسن القابسي: إن بعض سكان القصر، الذي كان يسكن فيه الكانشي قام فسمعه يقرأ في سبحان. فلما كان آخر الليل وجده قد ختم، ثم أخذ في النّياحة والبكاء. ثم قال:
أتراك بعد الدرس للقرآن تحرقني … يا ليتني أدرجت قبل الذنب في الكفن
ثم عاد الى النياحة، والبكاء حتى طلع الفجر. ثم أقبل يقول وعزّتك وجلالك، ما عصيتك استخفافًا بحقك، ولا جحودًا لربوبيتك. لكني حضرني جهلي، وغاب عني علمي، واستفزّني عدوي، وإني عليها يا إلهي لنادم. قال القابسي: ما رأيت أخير من أبي الحسن. وكان أكثر ما يقطع ليلته بتلاوة القرآن والنياحة والبكاء. ولقد غلب عليه الحزن حتى