أول أمره معدودًا في أهل الصلاح والفضل. أخذ من العلم بأوفر نصيب. وولي الجهاد والحجّ. وأوسع النفقة في السبيل، وأكثر التلاوة والصلاة، الى أن ابتلي بحب الدنيا، مما يغفره الله تعالى له بفضله. ولم يلبث أهل طليطلة، أن ملوا دولته، وثقل عليهم وطأته، وخلعوه، وقتلوا ولده. وذلك
سنة سبع عشرة وأربعماية.
[أبو عمرو معوذ بن داود بن معوذ بن دلهاب الأزدي التاكرني]
الزاهد. بقية الزهّاد العلماء العباد في وقته، انقطع زمن الفتنة ببعض جبال رية. كان فقيهًا عالمًا، بليغًا أديبًا، متبتلًا سمحًا، حسن العشرة. لقي الناس وصحب الفقهاء والعلماء، ولقي الفقيه الزاهد أبا حفص ابن عبادل، فأخذ عنه، وتفقه معه، وانتفع به. وقد ذكرنا خبره قبل هذا، وعلا ذكره في العلم والخير، والزهد. وإليه كانت الفتوى من جميع الجهات، بموضع انقطاعه، وانعزاله. وكان الناس ينتفعون به الى أمر الفنتة. فيكتب لهم بما لا تخيب شفاعته، ويتحامى أهل الفساد حوزته، ويعظ من قصده منهم. وكان ممن لا يقبل هدية إلا مع تعجيل المكافآت، عليها حصورًا. لم يتخذ قط لنفسه فراشًا. يصرف فضل ضيعته الى من ينتابه من أهل السبيل وطلبة العلم، كلفًا بجمع الكتب. له رسائل في الزهد والمواعظ، مستحسنة. وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين.
[أبو عمر أحمد بن حسين]
القاضي بدانية، من أهل العلم والقرآن. وكان الموفق صاحب دانية، قد وجهه في رسالة الى المعزّ صاحب القيروان. فجرت له بالقيروان أخبار