للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع زيد بن بشر، من ابن القاسم ومن وهب وأشهب وضمام بن إسماعيل، ويحيى بن سليمان الطائفي، وبشر بن بكر وغيرهم. قال أبو بكر المالكي: كان رجلًا كريم النفس، كثير التواضع، حسن الأدب، وعدّه ابن سفيان فيمن لقي مالكًا. ولا أراه يصح ذلك. قال الكندي: كان في حجر ابن لهيعة، ولم يسمع منه شيئًا. قال: وكان فقيهًا من أكابر أصحاب ابن وهب، وعدّه الشيرازي في فقهاء هذه الطبقة. قال ابن وضاح: وكان ثقة الثقات.

[ذكر جمل من أخباره وفضائله]

والذي أخرجه الناس حتى سمعوا منه وعرفوا مكانه، محمد بن وضاح. وقال: قال لي سحنون، في زيد بن بشر: تؤجر فيه. وكان من أكرم الناس. انصرف ليلة من الجامع بتونس فانقطع شسع نعله، فوثب إليه حائك من دكان حانوته، فأعطاه شسعًا. فأصلح نعله ونظر في وجه الحائك، الى قنديل معه ليعرفه فيكافيه، فكان بعد ذلك كلما مرّ الى الجامع في جماعة أو منفردًا، مال الى الحائك وسأله عن حاله وسلم وشكر الفعلة. وقيل بل دخل الحمام سحرًا وفيه زحمة. فقام له رجل فأجلسه في موضعه. فنظر وجهه الى القنديل، فسأله الرجل عن ذلك. فقال أريد مكافأتك. قال ابن أخي هشام: كان طريق زيد بتونس الى الجامع على الحواريين، فأقبل يومًا على الطلبة إذا شاب من الحواريين، قام على دكانه وقال لجاره: ما رأيت أوحش من هذا الشيخ، ولا أوحش لباسًا منه. وكان زيد يلبس المفرح فنكس

زيد رأسه، فلما انصرف من الجامع عاوده الفتى، بقبح. فلم يلتفت إليه زيد، وهمّ طلبته بضرب الفتى، فبلغ ذلك زيدًا فسألهم عن ذلك. فقالوا: هو كما بلغك أصلحك الله لاستخفافه بحقك، واستهانته علمك. فقال لهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>